Friday, January 8, 2016

Folic Acid Folly "خدعة حمض الفوليك"

كما وعدتكم، هذه هي ترجمة البودكاست للبروفيسور لورين كوردين والذي يتحدث فيه عن الفيتامين الصناعي، حمض الفوليك وكل ما يخص هذا الحمض. أتمنى لكم لفائدة.

في حال أردتم الاستماع الى البودكاست باللغة الانجليزية، الرجاء الضغط على هذا الرابط

لورين كوردين:
 سنتحدث عن حمض الفوليك. حمض الفوليك مركب مثير للاهتمام والسبب في ذلك أن هذا المركب لم يكن موجوداً على سطح الكرة الأرضية حتى سنة 1947. لا يوجد انسان تناول حمض الفوليك بأي صيغة حتى 1947.

شيلي شلندر:
ولكن دكتور لورين، اعتقدت أن حمض الفوليك هو أحد العناصر المغذية التي تحصل عليها عليها من خلال الطعام، من الخضروات الورقية أو اللحوم. اعتقدت أنه جزء من مجموعة فيتامينات ب!

لورين كوردين:
هذا ما خُدعنا به جميعاً، أن حمض الفوليك هو الفيتامين الذي نحصل عليه من الغذاء. لقد تم تصنيع حمض الفوليك لأول مرة من قبل علماء في مختبرات ليدرلي سنة 1947. فتركيبة حمض الفوليك الكيميائية تختلف تماماً عن التركيبة الكيميائية للفوليك وهو ما يتكون بشكل طبيعي في الغذاء وتستخدمه أجسادنا بشكل أفضل.
السبب باهتمام العلماء في حمض الفوليك، هو أنه مركب مستقر. أما الفوليك فهو لا يكون كذلك إلا عندما يكون في مصدره الطبيعي من الغذاء.

شيلي شلندر:
الميثيلفوليت Methylfolate هو مادة طبيعية تتكون في الغذاء وهي مستقرة وثابتة ما دامت فيه، ولكن ان حاولت أن تعزله من الغذاء وتضيفه اليه مرة أخرى فإنها تنهار ولا يمكن الاستفادة منها.
لورين كوردين:
نعم ذلك صحيح. لهذا السبب هم لم يقوموا باصطناع الفوليك وإعطائه للناس في تكوينته الأصلية لأنه هش للغاية. وبمجرد محاولة وضعه في طعام أو فيتامين، فإنه لا يبقى مستقراً.

شيلي شلندر:
ولكن اذا كانت هذه المادة الميثيلفوليت، توجد في الطعام طبيعياً، لم قد يعتقد أحدهم أننا نحتاج أن نضيف المزيد منها؟ هل حاول أحدهم أن يستخرجها من طعامنا؟

لورين كوردين:
الكيميحيويون (علماء الكيمياء الحيوية) كانوا مهتمين جداً في عملية التمثيل الغذائي في الانسان (عملية الايض)، انهم مهتمون جداً في تحديد كيفية استقلاب الأشياء (خضوعها لعملية التمثيل الغذائي Metabolize) خصوصاً عندما كان الأمر متعلقاً باستقلاب حمض الفوليك وكيفية عمله.
في بداية اللعبة، العلماء المهتمين في حمض الفوليك وجدوا أنك عندما تستهلك حمض الفوليك سواء من مجموعة فيتامينات أو مكملات غذائية أو مواد تحصينية، يمر بعدة مراحل إلى أن يتحول الى الصيغة النشطة من الفوليك وهي ما تسمى برباعي الهيدروفولات Tetrahydrofolate،  فهناك انزيم DHFR والذي يسمح لمركب حمض الفوليك أن يتحول الى رباعي الهيدروفولات.

شيلي شلندر:
والآن في سياق الموضوع، وزارة الزراعة الأمريكية USDA تتطلب أمور مثل أن يكون الخبز الأبيض المصنوع من القمح وبقية الأطعمة المصنعة الأخرى معززة بحمض الفوليك.

لورين كوردين:
نعم ذلك صحيح، ففي عام 1998، منظمة الغذاء والدواء الأمريكية، قامت بتمرير تشريعات تتطلب بشكل أساسي لكل رجل، امرأة، وطفل أن يهضموا هذا المركب المدعو بحمض الفوليك الى آخر أيام حياتهم.

شيلي شلندر:
هل قاموا بفعل ذلك لأنهم يظنون بأننا لا نحصل على كفايتنا من أنظمة الغذاء؟

لورين كوردين:
لا. سنعود إلى ذلك لاحقاً. أنا فقط أريد أن أشير الى هذه النقطة وبعدها سأتكلم عن قرارهم. كان الأمر اجبارياً من خلال برنامج تحصيني، السبب في ذلك أن جميع من في هذا البلد يأكل القمح. باستثناء من كانوا يعانون من حساسية القمح. ففي الأساس، في عام 1998 كان الجميع يأكلون القمح. ظنوا بأنها قد تكون فكرة جيدة ليكون حمض الفوليك في مجرى دم الجميع. هم لم يكونوا يحاولون تسميمنا أو التسبب بالمشاكل لنا.

شيلي شلندر:
ولكنك تعتقد أنهم قاموا بذلك "التسبب بالمشاكل للناس"

لورين كوردين:
نعم بالطبع أعتقد ذلك، كما أني لست الوحيد الذي يعتقد ذلك، فهنالك بعض الحكومات التي لن تقوم بتحصين أطعمة شعبها بهذا الحمض.

شيلي شلندر:
حسناً، ولكن هل ما زالت منظمة الزراعة الأمريكية تتطلب أن يوجد هذا الحمض في غذائنا؟

لورين كوردين:
إذا كنت تأكلين القمح، وحبوب الإفطار المكررة والمعاد تصنيعها، إذاً أنت تأكلين حمض الفوليك.

شيلي شلندر:
أي طحين مصنوع من القمح، هو معزز قانونياً بحمض الفوليك؟

لورين كوردين:
دعيني أقدم لك بعض الأمثلة، ماذا عن لفائف البوريتو التي تأكلينها؟ مم هي مصنوعة؟

شيلي شلندر:
مصنوعة من القمح مع القليل من حمض الفوليك.

لورين كوردين:
نعم، وماذا عن الشطيرة التي على الهوت دوغ الخاص بك؟

شيلي شلندر:
مصنوعة من القمح.

لورين كوردين:
وماذا عن شطيرة البرجر؟ أي أمريكي لا يأكل شطيرة البرجر المصنوعة من حمض الفوليك؟ ماذا عن خبز الافطار؟ ماذا عن الباستا؟ ماذا عن الدونات اللذيذة؟ البيتزا؟ التوست؟ ماذا عن الكوكيز برقائق الشوكولاته؟ ماذا عن البانكيك؟
اذا كنت تريدين أن تسممي بلداً بأكمله، ماذا ستفعلين؟ ستضعين مركباً في مادة يأكلها كل الناس في كل يوم!

شيلي شلندر:
وهذا لم يحدث بواسطة الأعداء، وقد تم من قبل أشخاص معنيين بصحة الانسان في الولايات المتحدة الأمريكية الذين قاموا بوضع حمض الفوليك في الغذاء.

لورين كوردين:
بالتأكيد. قبل أن ندخل في هذا الموضوع، أريد أن أوضح عاملاً آخر. دعينا نعود إلى عام 1947 عندما قام العلماء بتصنيع حمض الفوليك. لقد راقبوا كيفية خضوع هذا المركب لعملية التمثيل الغذائي ووجدوا أنه مستقر، وذلك يعني إمكانية وضعه في الطعام والمكملات وفي أي شيء. يدخل هذا الحمض الى الكبد أو إلى الخلايا المعوية، واكتشفوا أنه من الممكن لهذا الحمض أن يتحول الى الصيغة النشطة من الفوليك وهي رباعي الهيدروفولات.
كل شيء كان جيداً، ولكن كانت هنالك مشاكل...

شيلي شلندر:
كان ذلك قبل أن يكتشفوا أن هذا الحمض قد يقتلك.

لورين كوردين:
حسنا أنا لا أريد أن أقول... أعني أنه يمكن أن يكون

شيلي شلندر:
أن يرفع نسبة الخطر

لورين كوردين:
إنه يرفع نسبة الخطر، ولكن مالم يعرفوه هو التالي...
حمض الفوليك لا يخضع لعملية التمثيل الغذائي. في ذلك الوقت، وحتى مؤخراً، أعني حتى السنوات الأخيرة، كانوا يعتقدون أن تناول حمض الفوليك هو عملية فعالة وأنه يتم تحويله في الكبد والقناة الهضمية.

شيلي شلندر:
انه مادة كيميائية من صنع الانسان وعندما تُستهلك، تتحول الى مادة عادية ومساعدة ولكن احزروا ماذا!

لورين كوردين:
حسناً، هذا ما كان يُعتقد، أنه لا توجد آثار معارضة لهذه المادة. الآن، أصبح الناس قلقين. ذلك الانزيم الذي تحدثنا عنه منذ قليل DHFR والذي يحول حمض الفوليك الى رباعي الهيدروفولات لديه قدرة ضئيلة في تحويل هذا المركب "أي حمض الفوليك".
ما الذي يحدث حقاً هو، أنه بسبب أن هذه القدرة ضئيلة، حمض الفوليك لا يتحول الى تلك المادة بل يصب في مجرى الدم وهو غير خاضع لعملية التمثيل الغذائي Unmetabolized.

شيلي شلندر:
المادة الغذائية الطبيعية للفوليك وهي الميثيلفوليت، هي التي توجد في الخضار الورقية ولها مصادر حيوانية يتصدرها الكبد. كما أنها موجودة في انسجة الحيوانات. والعديد من المصادر.

لورين كوردين:
نعم وسأعدد المصادر التي تحتوي على كمية أكبر من الفوليك. كما أن منظمة المراجع الغذائية    Dietary Reference Intake تنصح بتناول 400 مايكروجرام في اليوم الواحد. والمتصدر الأعلى طبيعياً بالفوليك هي البقوليات مثل العدس والحمص والفول.

شيلي شلندر:
ما هي المصادر الأخرى الموجودة؟

لورين كوردين:
السبانخ والهندباء

شيلي شلندر:
هذا جيدٌ جداً.

لورين كوردين:
الخس الروماني Romain Lettuce يأتي بعد ذلك.

شيلي شلندر:
هذا يذكرني بسلطات قيصر Caeser Salads

لورين كوردين:
نعم سلطات قيصر، الملفوف الصيني Napa Cabbage يأتي في المرتبة التالية. أحب خس بوسطن Boston Lettuce وهو المفضل لدي، يحتل المرتبة التي تليها من حيث التركيز بالفوليك.

شيلي شلندر:
وهناك البقدونس ضمن القائمة، والجرجير أيضاً، أنا أحب الجرجير.

لورين كوردين:
نعم، هناك كل الأنواع من الطعام الصحي والمتوفر، والذي يمكن للناس تناوله. إلا أن هنالك البعض من الناس ممن لا يأكلون الكثير من هذه الخضار، ولكن بالنسبة للأغلبية، لو يرون هذه القائمة التي تحتوي على الفوليك سيقولون: "هذا رائع للغاية!"

شيلي شلندر:
لقد ذكرت أيضا أن الفوليك موجودٌ في اللحوم.

لورين كوردين:
هذا صحيح، لمن يحبون كبد الوز، فإنه غني بالفوليك بشكل لا يصدق! كبد الدجاج كذلك. كبد البقر والأغنام عالٍ بالفوليك ولكنه أقل من أكباد الطيور. ولمن يحبون الكافيار (بيض السمك) فهي تميل لأن تكون عالية أيضاً بالفوليك. وما يثير الدهشة، سرطان البحر وجراد البحر أيضاً.. يحتويان على نسبة جيدة من الفوليك.
أتذكر احدى المرات جلست مع جو هيبلين، جو رجل رائع ويعيش في ماريلاند. أخذني في ذلك اليوم كشك به الكثير من سرطانات البحر في خليج تشيسابيك وكانت المرة الأولى التي أذهب الى هناك. جلسنا على الشاطئ وقدموا لنا سرطان البحر المطبوخ بالبخار، كان ذلك كل شيء.
أكاد أجزم أننا استهلكنا حوالي 30 الى 40 رطلاً وكنا أربعة أشخاص. أكلنا وأكلنا وكانت تلك وليمة مذهلة. إذا دققت في سرطان البحر الأزرق، فستجدين أنه يحتوي على حوالي 44 ميكروغرام من الفوليك لكل 100 غرام. ما يعني أنه مجرد ربع رطل (100 غرام) من لحم سرطان البحر الأزرق يحتوي على 87 سعرة حرارية. بينما نحن الاربعة وبكل سهولة جلسنا وأكلنا 1000 غرام أي 870 سعرة حرارية.

شيلي شلندر:
انه مصدر جيد، أتعلم... غالباً ما تكون الفيتامينات غالية الثمن، اذا لماذا لا نحصل على الفوليك من سرطان البحر!

لورين كوردين:
هذا ما أود أن أشير إليه تماماً. الآن، دعينا نعود ونكمل الدراسة ونتكلم عن سبب أن كل رجل، امرأة وطفل في الولايات المتحدة الأمريكية كان مجبراً على تناول حمض الفوليك بواسطة منظمة الغذاء والدواء الأمريكية في عام 1998.

شيلي شلندر:
حسناً، لأن هذا أمر جادٌ بالفعل.

لورين كوردين:
في الوقت الحالي، نحن ندخل في أمر جاد للغاية... وهو أن النساء اللواتي كن يحصلن على القليل من الفوليك كن يميزن بين الفوليك وحمض الفوليك. النساء اللواتي كن يحصلن على القليل من الفوليك اثناء الحمل، ذلك يزيد من خطر الاصابة بعيوب الانبوب العصبي للجنين، وعدم اكتمال الفقرات القطنية، وعيب آخر في الانبوب العصبي يسمى انعدام الدماغ.

شيلي شلندر:
كنت أعرف طفلة رائعة وكانت على الكرسي المتحرك طوال حياتها بسبب عدم اكتمال الفقرات القطنية. حيث أن العمود الفقري في النهاية ينقسم الى قطعتين بدلاً من واحدة. كانت مشلولة وعاشت حتى العشرينات، وذلك حين توفيت.

لورين كوردين:
نعم. هذا المرض مأساوي بالفعل وسوف أتحدث عن كيفية اشراك العديد من الناس وحالات الوفاة في هذه الأمراض "عدم اكتمال الفقرات القطنية وانعدام الدماغ". هذه هي الفكرة خلف تحصين الغذاء خصوصا منتجات القمح والدقيق بحمض الفوليك، فإنه يقلل من حدوث هذه المشاكل كلها.

المشكلة أن هذا يحدث خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل. هناك الكثير من النساء اللاتي يصبحن حوامل دون أن يعلموا أنهن في في الثلث الأول من الحمل. وهذه هي الفكرة وراء هذا البرنامج التحصيني واخضاع جميع الناس له وهو أنك اذا كنت تتناول حمض الفوليك طوال حياتك، فإنه سيحد من حدوث هذه العيوب الخلقية.

كما أن نقصه متورط في أمراض القلب والشرايين، أعني نقص الفوليك وليس حمض الفوليك حيث أنه يساعد على القضاء على الآثار السمية للهموسيستين Homocysten وهو حمض أميني يتكون في مجرى الدم لدينا ويمكن أن يسبب تلفاً للخلايا المبطنة للشرايين. فكانوا يعتقدون التالي: "هذه الفكرة جيدة جداً، في الوقت الذي سنقلل فيه خطر العيوب الخلقية للجنين، قد نتمكن من تقليل خطر الاصابة بأمراض القلب والشرايين أيضاً".

هذا ما كانوا يفكرون به، في عام 1998، لسوء الحظ لم يكونوا يعلمون عن هذا المركب النتن والذي لا يخضع لعملية التمثيل الغذائي "حمض الفوليك". وهنا يكمن الخطر، فهناك بعض الدول التي أعقبت الولايات المتحدة الأمريكية في البرنامج التحصيني للغذاء وتعزيز منتجات القمح بحمض الفوليك. وهي كندا في السنة نفسها، شيلي في عام 2000، واستراليا في عام 2009.

المثير للدهشة، الكثير من الدول الأوروبية لم يقوموا بذلك. كانت لديهم مخاوف بشأن وضع هذا المركب الى جميع سكان البلد دون اختباره على نحو كاف. بالمقابل، هذا ما حصل في الولايات المتحدة الأمريكية.

لقد كان متوسط عدد المصابين بعيوب الأنبوب العصبي حوالي 1500. في الحقيقة 1582 في السنة الواحدة. في السنة التي تلت برنامج التحصين وتعزيز الغذاء بحمض الفوليك، انخفضت نسبة الاصابة بعيوب الأنبوب العصبي الى 1337. بينما تقوم الولايات المتحدة الأمريكية باخضاع حوالي 300 مليون شخص في الولايات المتحدة الأمريكية لحمض الفوليك ما يعرضهم للاصابة بأمراض أخرى في سبيل انقاذ 245 حالة من مشاكل العيوب الخلقية.

لدي التعاطف الكامل لكل الأطفال الذين يعانون من عيوب الأنبوب العصبي. إذا كان بالإمكان القيام بهذا البرنامج بكل أمان وحفظ هؤلاء الناس، سأقول لهم من كل قلبي " قوموا بفعل ذلك!" ولكن تعريض بقية السكان للخطر، فهذا ليس عدلاً.

شيلي شلندر:
الأمر ليس واضحاً بعد، بسبب أن حمض الفوليك مادة جديدة نسبياً وتستخدم على نطاق واسع بشكل عشوائي حتى مع وجود أضرار بالأجنة النامية بسبب حمض الفوليك والتي لم يتم تحليلها.

لورين كوردين:
هذا صحيح تماماً، وهذا الأمر هو ما سينتهي نقاشنا به، الآن هناك مخاوف كبيرة من مكملات حمض الفوليك تكمن وراء هذه الزيادة الهائلة التي نشهدها في مرض التوحد. ففي مجلة الجمعية الطبية الأميركية، بدأنا الآن نرى الأوراق التي تخص العام أو العامين الماضيين والتي تبيّن أنه ميكانيكياً، حمض الفوليك، قد يتدخل في النظام العصبي لدى الإنسان، ونحن نرى الدراسات الوبائية التي تبين أن الزيادة في مرض التوحد ذات علاقة طردية مع الزيادة في برنامج التحصين بحمض الفوليك.

شيلي شلندر:
هناك الكثير من الاحتمالات لحالات مثل التوحد. قد يكون هنالك الكثير من المسببات والتي لها أعراض مثل التوحد، ولكنك تقول أن حمض الفوليك هو أحدها.

لورين كوردين:
هذا صحيح. ليست البيانات الوبائية فحسب، هناك مجلات في العالم تحوي دراسات قوية تقوم بكشف أعلى العوامل المؤثرة وهي الآن تبين أن حمض الفوليك يتداخل مع الجهاز العصبي ويسبب مشاكل سلوكية تتضمن التوحد.

شيلي شلندر:
في الوقت الذي تتكلم فيه عن هذا الأمر، أنا أفكر الآن في أن الفوليك مفيد للجهاز العصبي.

لورين كوردين:
بالطبع.

شيلي شلندر:
حمض الفوليك كان يؤخذ بالاعتبار كمادة رخيصة والتي من شأنها أن تزوّدنا بذات الفوائد التي يزودها الفوليك، ولكن بدلاً من ذلك، يتم اعطاء الناس جرعات زائدة من هذا المركب مما أدى إلى ظهور مشاكل ترتبط بطريقة أو أخرى بالجهاز العصبي.

لورين كوردين:
ومن التفاصيل المقلقة للغاية، وأنا لا أعتقد أن أحداً فعل ذلك بتعمد. لم يكن برنامج التحصين بحمض الفوليك مؤامرة من قبل وزارة الزراعة الأمريكية أو المراكز المختصة بالسيطرة على الأمراض. فقد كانت لديهم فكرة علاجية جيدة جداً وراء ذلك. وتبين للتو أنه عندما نقوم بالعبث مع عملية التمثيل الغذائي والتي كانت مصممة ومصقولة من قبل، لا أقول من قبل ملايين السنين، ولكن من قبل مئات الملايين من السنين. هذا الفوليك كان موجوداً من الأبد.
هذه هي الطريقة التي صممت بها الخلايا، الخلايا مصممة لأن تتعامل مع الفوليك، الميثيلفوليك وتحوله الى رباعي الهيدروفولات. وهذا ما تقوم به، ولكن كما ذكرت، هناك أعراض جانبية لحمض الفوليك الذي لا يمكن خضوعه لعملية التمثيل الغذائي.
دعيني أنهي موضوع التحصين بحمض الفوليك، ما نراه هو أن عدم اكتمال الفقرات القطنية نادراً ما تكون قاتلة، في حين أن انعدام الدماغ هو دائماً قاتل.

شيلي شلندر:
النقص في الفوليك يمكن أن يتسبب في هذين المرضين.

لورين كوردين:
هذا صحيح، هناك أوجه أخرى لنقص الفوليك كما ذكرت. نقص الفوليك يمكن أن يؤدي الى أمراض الأوعية الدموية لأنه يميل لأن يسمح لمركب يسمى الهوموسيستين بالتراكم في مجرى الدم. كما أنه متورط في أمراض أخرى، فصحة الإنسان تأتي من تناول الفوليك وليس حمض الفوليك.

شيلي شلندر:
ماتقول يجعلني أفكر في الذهاب والبحث عن كافيار رخيص جداً للحصول على الفوليك. فيه الحقيقة، إنه لأمر محزن أن تفكر في أن الخطة التي أتت من نوايا حسنة قد تسببت بالضرر أكثر من النفع.

لورين كوردين:
نعم. هذه هي القضية بالفعل، كما قلت، قلبي مع كل الآباء والأطفال الذين شهدوا هذا المرض الرهيب. فانعدام الدماغ هو مرض قاتل عند الولادة أو بعدها بفترة قصيرة جداً. بينما الكثير من الناس كما ذكرت كصديقتك، قد ينجون مع عدم اكتمال الفقرات.

شيلي شلندر:
ولكنه مرض صعبٌ للغاية، إنه يعني الشلل!

لورين كوردين:
بالضبط! إذا كنا قادرين على أن نمنع هذا المرض، فلنفعل ذلك. أظن أن هناك طرقاً أفضل من مكمل حمض الفوليك. قد يحدث ذلك باستخدام ذات الطريقة (أعني التحصين) ولكن مع استخدام مركب آخر غير حمض الفوليك، والذي نستطيع أن نحصن به الغذاء والذي لن يسبب المشاكل في حال كنا لا نريد المشاكل!
لسوء الحظ، لدينا زيادة مستمرة في سرطان الثدي، القولون والبروستات والتي تم ربطها بحمض الفوليك.

شيلي شلندر:
لقد ذكرت مشكلة التوحد كأحد الأعراض لحمض الفوليك، والآن سرطان الثدي والقولون والبروستات والتي زادت في السنة التي تلت برنامج التحصين.

لورين كوردين:
كان الناس يتبعون هذا البرنامج قبل بدايته في عام 1998، ولكن بعد أن بدء البرنامج رسمياً، قامت الكثير من المجموعات الباحثة في العالم بالتركيز عليه. المشكلة كما ذكرت في البداية، هي هذا الحمض الذي لا يخضع لعملية التمثيل الغذائي. والذي يحدث أنه عندما يدخل هذا الحمض الى مجرى الدم، يبدو وكأنه يتداخل مع المجرى العادي. فالفوليك الطبيعي "الميثيلفوليت" عندما يدخل المجرى، يتحول الى رباعي الهيدروفولات. بينما يقوم حمض الفوليك بالتداخل وكأنه يعارض هذه العملية "عملية تحويل الفوليك الى رباعي الهيدروفولات والاستفادة منه". حينها تصبح عملية خضوع الفوليك للتمثيل الغذائي مشوشة ومضطربة. ومن هذا المنطلق، نعرف أن حمض الفوليك هو السبب وراء الكثير من المشاكل. وكما ذكرت، التوحد والمشاكل السلوكية هي بسبب أننا نعلم أن خضوع حمض الفوليك للتمثيل الغذائي يحتاج أن يتم في الجهاز العصبي ليكون لدينا نتائج سلوكية عادية.
وما هو أكثر إثارة للقلق، هو فكرة أن حمض الفوليك يمكن أن يسبب برد فعل يسمى hyper methylation للخلايا السرطانية. فنحن بإمكاننا أن نسبب السرطان للنماذج الحيوانية عن طريق اعطائهم حمض الفوليك.


شيلي شلندر:
hyper methylation ببساطة يعني أنك تفض تعليمات الحمض النووي وبالتالي تقوم بتشغيلها.

لورين كوردين:
نعم هذا صحيح. هذه هي فكرة كيف أن هذا المركب مرتبطٌ بكل هذه الأوبئة. في الحقيقة، هناك تجارب عشوائية تظهر أن حمض الفوليك مسؤول عن كل هذا. على سبيل المثال، لدي هنا دراسة قوية وتحمل وزناً في المجتمع العلمي أكثر من غيرها من الدراسات. الذي قاموا به هو أنهم أعطوا حمض الفوليك لـ 600 رجل لمدة 11 سنة. حوالي 10% منهم أصيبوا بسرطان البروستات. بينما في المجموعة الثانية، 3% فقط أصيبوا بسرطان البروستات.

شيلي شلندر:
كان ذلك في مجلة المعهد العالمي للسرطان عام 2009.

لورين كوردين:
صحيح. هذا النوع من الدراسات هي من الدرجة الأولى. وهي من المجلات التي تتحدث عن "أكبر العوامل" ولا تأخذ بعين الاعتبار أي علم غير مرغوب فيه أو الدراسات المسيطر عليها بشكل سيء. وتظهر المجلة خطر ثلاثة أو أكثر من الأورام السرطانية، كلها زادت نسبتها لدى المجموعة التي تم اعطاءها هذا المكمال.
وهذه دراسة مثيرة للاهتمام، صدرت من النرويج وتم نشرها في عام 2009. وهذا اقتباس مباشر من الكاتب: "العلاج باستخدام حمض الفوليك، بالاضافة الى ب12 كان مرتبطاً بالزيادة في خطر السرطان، وتسببت بالوفاة لمرضى القلب.
فكرة هذه الدراسة، مرة أخرى، تتعلق بالهوموسيستين. كانت الفكرة أنه إذا زدنا تركيز الفوليك في مجرى الدم سنقوم بتقليل الهوموسيستين وبالتالي تقليل خطر مشاكل وأمراض القلب. في الحقيقة، تبيّن العكس تماما. حيث أنه لم يتم خفض خطر مرض القلب وإنما تسبب بوفاة مرضى القلب.
وهذا هو بيت القصيد، ماحدث هو خطأ فادح مثيرٌ للقلق. بالنسبة لطريقتي في التفكير، ماحدث هو واحد من أسوء الكوارث في الصحة العامة التي شهدناها منذ وقت طويل.  حين تزيد الخطر لكل السكان مقابل الحفاظ على 87 شخص هو أمر نبيل، أمر نبيل للغاية! وهناك طريقة سهله للخروج من هذه المشكلة وعكس المشكلة برمتها.
شيلي شلندر:

تعني أنه بالإمكان تقليل عدد الأطفال المصابين بالأمراض التي تتعلق بنقص الفوليك في نفس الوقت الذي بالامكان حماية كل السكان من حمض الفوليك؟

لورين كوردين:
نعم ذلك صحيح. إذا ألقينا النظر على المسار الذي يتخذه الفوليك الذي نحصل عليه من الخضار الورقية، وكبد الحيوانات، وما إلى ذلك، فسنرى أن الخطوة هي تحويل الفوليك الى 5 ميثيل رباعي الهيدروفولات "methyltetrahydrofolate". وبعدها يتحول هذا المركب الى رباعي الهيدروفولات وهو الصيغة النشطة من الفوليك التي يستفيد منها الجسم.

بالإمكان عمل مركب الـ 5 ميثيل رباعي الهيدروفولات وتحصين الغذاء به بدلاً من حمض الفوليك، هذا الأمر ذو كلفة أعلى وقد يكون هذا المركب أقل استقراراً من حمض الفوليك ولكن لن يتسبب بالمشكلة التي يسببها حمض الفوليك.
ذلك يعني انه لن يكون هناك عذر لحمض الفوليك غير الخاضع لعملية التمثيل الغذائي.

لورين كوردين:
ذلك سيكون الحل اذا كنا نريد أن نواصل برنامج التحصين. أنا أوافق على أن هناك الكثير من النساء ممكن هم في الثلث الأول من فترات الحمل ولا يعلمون أنهم حوامل، والضرر قد حصل فعلاً لأنه كما ذكرت إن الثلاث شهور الأولى هي مرحلة حساسة لنقص الفوليك وقد تتسبب بالضرر للجنين من البداية خصوصاً إذا كانت الحامل تعتمد اعتماداً كبيراً على الاغذية المصنعة والسيئة. أما اذا كانت الحامل ملتزمة بالغذاء الصحي والطبيعي، وتستهلك كمية صحيحة من الخضار الورقية وغيرها من الطعام الطبيعي، فإنه على الأغلب من المستحيل أن يكون لديها نقص في الفوليك. لهذا أنا اشجع الناس على أن يتناولوا النوعيات الجيدة من الطعام يومياً لتفادي أي نقص في المواد المغذية الأساسية.

شيلي شلندر:
كل هذه الخضار الورقية...

لورين كوردين:
السبانخ، الهندباء، الخس، الملفوف نابا، بوسطن الخس، البقدونس، الجرجير..

شيلي شلندر:
والكبدة موجودة على القائمة.

لورين كوردين:
الكبدة موجودة على القائمة، الأكثر تركيزا، كبدة الإوز.. تليها كبدة الدجاج. وسرطان البحر وجراد البحر أيضاً على القائمة الجيدة وسبب كونها مصدراً جيداً للفوليك هو أنها لديها عدد قليل من السعرات الحرارية، يمكن أكل الكثير منها.

شيلي شلندر:
لورين كوردين، إذا كان هناك شخص قد أٌعطيَ هذا الحمض دون قصد أو من خلال تناول القمح والمنتجات المصنوعة من القمح أو عن طريق تناول مكملات حمض الفوليك، هل تلتصق هذه الأشياء التي يسببها حمض الفوليك به للأبد، أم يستطيع الجسم التخلص منها ونفيها خارجاً؟

لورين كوردين:
حمض الفوليك الذي لا يخضع لعملية التمثيل الغذائي هو ذو نصف حياة. ولكن المشكلة هي إذا كنا نتناوله في كل يوم وفي كل وجبة.

لورين كوردين:
إذا كان شخصٌ ما يتناول النظام الأمريكي التقليدي المليء بالحبوب.

لورين كوردين:
إذا كنت تأكل الخبز التقليدي، فأنت تحصل على كل هذه الأمور. تحصل على جرعتك بالفطور، والغداء والعشاء. وفي وجباتك الخفيفة بين الوجبات. أنت على الأغلب تحصل على جرعة من حمض الفوليك.

شيلي شلندر:
وماذا عن شخص مصاب بحساسية القمح "مرضى السيلياك" والذي يتناول بخبز خال من القمح؟ هل هذا النوع من الخبز معزز أيضا بحمض الفوليك؟

لورين كوردين:
أعتقد أن منتجات القمح هي الوحيدة المعززة بحمض الفوليك، فإذا كنت تأكل حبوب أخرى، على حد علمي، هي ليست معززة بحمض الفوليك. مصدر آخر لحمض الفوليك هي مكملات الفيتامينات المتعددة "ملتي فيتامينز Multivitamins"، الكثير منها يحتوي على جرعات عالية من حمض الفوليك.

شيلي شلندر:
إذا كنت تأخذ مكمل الفيتامينات المتعددة، فأنت غالباً ترى حمض الفوليك كأحد المكونات.

لورين كوردين:
لدي قصة لأقولها، ولكني لن أذكر أي اسم. واحد من أصدقائي الأعزاء هو من جمعية تختص بالصحة. كان شاباً وقد كتب العديد من الكتب عن الصحة. كان معروفاً في الولايات المتحدة الأمريكية وكان يقوم بعمل المؤتمرات وذات مرة دعاني إلى أحد مؤتمراته لأتحدث. استمتعت كثيراً، هو شخص جيد للغاية، كما أنه عازف بيانو رائع. كانت لديه الكثير من المواهب.
كان اهتمامه في الصحة. وكان من النوع الذي يتناول مكملات الفيتامينات ، فقد كان يعتقد أن المزيد من هذه الفيتامينات لابد أن يكون أفضل. كتب كتابا عن حمض الفوليك، كان يعتقد أننا لم نكن نتناول الكفاية من هذا الحمض وأننا في حاجة الى المزيد منه. بعد أن توفي، فهمت أنه كان يتناول كميات كبيرة جداَ من حمض الفوليك. الكمية الموصى بها كما ذكرنا هي 400 مايكروغرام. هو ربما كان يتناول هذا الكم من حمض الفوليك من 10 الى 20 مرة يومياً لسنوات طويلة. وقد توفي في أواخر الأربعين بعد اصابته بسرطان في القولون.

شيلي شلندر:
من يدري؟

لورين كوردين:
من يدري.. ولكني أفكر في هذا الأمر، أتمنى لو كنا نعرف هذه المعلومة آنذاك.

شيلي شلندر:
عن حمض الفوليك.

لورين كوردين:
عن حمض الفولك قبل عقد من الزمن. نعم.. فالدراسات التي تكلمت عنها قبل قليل هي دراسات ظهرت في السنوات القليلة الماضية. دراسة التوحد، عندما كتبت كتابي الأول "The paleo answer"، كتبته في عام 2012. لم يكن هناك الكثير من المقالات، ولكن الآن، بالنسبة للقراء الذين يعرفون PubMed أو MEDLINE، يمكنهم البحث باستخدام كلمة Folic acid & autism. سيجدون الدراسة من الجمعية الطبية الأمريكية عام 2013 وهي دراسة تحدد كيف أن لحمض الفوليك علاقة بالتوحد عند الأطفال.
الحبوب مصدر منخفض جداً بالفوليك، وقد تكلمت عن المصادر الأعلى بالفوليك. بالإمكان تناول 5 رطل من القمح الكامل ومازلت لم تحصل على كمية الفوليك الموجودة في ربع رطل من  السبانخ أو الخس.

شيلي شلندر:
كُل الخضار، كُلوا الخضار هذه الورقية.

لورين كوردين:
نعم فالرسالة هي أن تأكلوا الخضار الورقية.

شيلي شلندر:
كبدة الدجاج العضوية أيضاً... رائع.

لورين كوردين:
في الحقيقة.. أنا أحب كبدة الدجاج. بعض الناس لا يحبونها ولكن بالامكان طبخها مع البصل وبعض الخضار والمكونات الأخرى لجعلها ذات طعم أفضل.

شيلي شلندر:
هذا كل شيء في مقابلتنا هذه... انا شيلي شلندر

لورين كوردين:

وانا لورين كوردين، مؤسس نظام الباليو Paleo Diet

2 comments:

Anonymous said...

موضوع جميل
أنا شخصيًا أعاني من الأنيميا وكنت استخدم حبوب الفوليك أسيد طوال حياتي ولكن توقفت بعد قراءة الموضوع
المشكلة الآن أن كمية الخضار التي يستوجب علي أكلها يوميًا لتعويض نقص الفوليك كبيرة جدًا! هل لديكِ فكرة عن كيفية موازنة الموضوع؟ وشكرًا

جمالك طبيعي said...

جميل

Post a Comment